نيويورك تايمز: اتساع الفجوة بين الطلاب الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة
نيويورك تايمز: اتساع الفجوة بين الطلاب الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة
شهدت مستويات الرضا عن جودة التعليم في الولايات المتحدة تحسناً طفيفاً منذ انخفاضها الكبير في عام 2023، ولكنها لا تزال منخفضة مقارنةً بالمستويات المعتادة، وفقاً لما أوردته مؤسسة "غالوب" للتحليلات.
رغم مرور أربع سنوات ونصف السنة على إغلاق المدارس أبوابها خلال جائحة كوفيد-19، فإن التحليل الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" يشير إلى أن طلاب رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر لم يستعيدوا قدراتهم الأكاديمية بالكامل.
ووفق نيويورك تايمز، تراجعت درجات الاختبارات في المواد الأساسية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، وازدادت الفجوة بين أداء الطلاب الأغنياء والفقراء بشكل واضح.
ويعاني بعض الطلاب من مشكلات سلوكية واجتماعية لم تظهر في الإحصائيات التقليدية، ومع أن هذه التحديات تؤثر بشكل كبير على مستقبل التعليم في البلاد، فإن هذا الملف لم يحظَ باهتمام يُذكر في المناظرات الرئاسية لعام 2024.
ووفقًا للإذاعة الوطنية العامة (NPR)، لم يتناول أي من المرشحين الرئاسيين هذه القضايا بشكل كافٍ، حيث ركزت النقاشات بشكل أكبر على قضايا أخرى، مثل قروض الطلاب وإطلاق النار في المدارس.
تدهور النظام التعليمي
تقول "نيويورك تايمز"، إن الاتجاه الهبوطي في مستوى التعليم في الولايات المتحدة بدأ منذ ما يقرب من عقد، وزاد الوباء من تعميق هذا الانحدار.
وصف رئيس معهد "توماس ب. فوردهام"، مايكل بيتريلي، إغلاق المدارس بسبب الجائحة بأنه "الضربة التي زعزعت استقرار النظام التعليمي الهش بالفعل".
وأضاف "فوردهام" أن هذا الجيل من الطلاب قد لا يتمكن من استعادة التقدم الأكاديمي الذي فقدوه خلال فترة الإغلاق.
تدني النتائج الأكاديمية
تؤكد نتائج الاختبارات الأخيرة التي أجرتها هيئة التقييم الوطني للتقدم التعليمي أن درجات طلاب الصفين الرابع والثامن في مواد الرياضيات والقراءة وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وعلى الرغم من أن التدهور في الأداء الأكاديمي بدأ بعد عام 2020، فإن هذا الاتجاه السلبي كان واضحاً قبل سنوات من الجائحة، ما يثير تساؤلات حول الأداء التعليمي على مدى العقد الماضي.
وأظهرت دراسة من جمعية التقييم الشمالية الغربية أن الفجوة في الدرجات اتسعت خلال عامي 2023 و2024، حيث انخفضت درجات القراءة بنسبة 36% والرياضيات بنسبة 18%.
مشكلات تواجه النظام التعليمي
لا تقتصر التحديات على تدهور الدرجات، فقد انتشر التغيب المزمن بين الطلاب والمعلمين على حد سواء، ما أسهم في نقص البدائل وتراجع معدلات الالتحاق بالمدارس العامة.
أدى ذلك إلى إغلاق بعض المدارس، وهو ما يرجع جزئياً إلى انخفاض معدلات الولادة، وأيضاً إلى تحول بعض الأسر نحو المدارس المستأجرة والخاصة.
تمويل حكومي غير كافٍ
رغم أن نظام التعليم في الولايات المتحدة يعتمد بشكل أساسي على السلطات المحلية والولايات، فإن الحكومة الفيدرالية قدمت دعماً إضافياً أثناء الجائحة من خلال برنامج الإغاثة الطارئة للمدارس الابتدائية والثانوية (ESSER)، حيث تم تقديم 190 مليار دولار لمساعدة المدارس في تجاوز الأزمة.
ومع ذلك، انتهت صلاحية هذه الأموال الشهر الماضي، مما يترك النظام التعليمي في مواجهة تحدياته المستمرة.